الأداء، الكلمة التي تدفع صناعة الحواسيب والتقنية إلى الأمام، فنحن دائمًا نسعى إلى تطوير العتاد الخاص بنا سعيًا وراء تحقيق أداء أفضل، لكن للأسف أجهزة اللاب توب لا تحتوي على هذه الرفاهية فهي أجهزة توفر مدى تحديث محدود جدًا.
يمكننا في أجهزة اللاب توب تحديث ذاكرة الوصول العشوائي (RAM)، زيادة مساحة التخزين الخاصة بالجهاز أو استبدالها بسعة تخزين من نوع SSD لرفع سرعة وكفاءة الجهاز، لكن هل يمكننا تطوير قطع أكثر أهمية مثل المعالج الرسومي (GPU) على سبيل المثال؟
المعالج الرسومي (GPU) او كارت الشاشة هو القطعة المسؤولة عن معالجة الرسوم وتجميعها حتى تظهر على الشاشة، وبالطبع هذه القطعة تكون مسؤولة عن جودة الرسوم التي يتم عرضها على الشاشة، وبالتالي رفع قدرة المعالج الرسومي يمكنها تقديم رسوم أفضل بكثير وأكثر سلاسة لأجهزتنا القديمة وبالتحديد في مجال الألعاب أو التصميم.
قد نمتلك أجهزة لاب توب قديمة نسبيًا، أو حتى أجهزة لاب توب جديدة ولكنها لا تحتوي على كارت شاشة قوي يمكنه تشغيل الألعاب الحديثة، وهنا قد يتسائل الكثير هل يمكننا تحديث كارت الشاشة في اللاب توب الخاص بنا كما هو الحال في أجهزة الحاسب الشخصي؟
هل يمكن تغيير كرت الشاشة للاب توب؟
أول ما قد يتبادر إلى أذهاننا أنه يمكننا استبدال المعالج الرسومي (كارت الشاشة) الموجود لدينا بأخر جديد أحدث وأقوى كما هو الحال في أجهزة الحاسب الشخصي العادية، لكن للأسف الشديد أجهزة اللاب توب التي تحتوي على معالجات رسومية منفصلة نادرة جدًا وعلى الأغلب فإن جهازك لن يمتلك هذا المعالج المنفصل.
إذا كيف تكون كروت الشاشة لأجهزة اللاب توب.
أجهزة اللاب توب تعاني من حجمها الصغير جدًا، وهو ما يجبر الصناع على وضع كل القطع في مساحة محدودة جدًا، لذلك يتم وضع المعالجات الرسومية بشكل متصل على اللوحة الأم، أي تكون الشريحة متصلة بشكل ثابت على اللوحة الأم وتستخدم دوائر الطاقة من اللوحة الأم أيضًا.
في الحقيقة الشكل السابق ليس الشكل الأكثر تعقيدًا، بل يوجد شكل آخر حيث يتم دمج المعالج المركزي والمعالج الرسومي في شريحة واحدة، أي أن المعالج المركزي يحتوي بداخله على أنوية مخصصة للعمل على الرسوم وهو ما نلاحظه مثلًا في معالجات شركة Intel التي تحتوي على معالجات رسومية من نوع Intel HD.
بالمناسبة هذه المعالجات موجودة أيضًا في أجهزة الحاسب الشخصية العادية، ولذلك نجد أنه يمكننا في بعض الأحيان تجميع جهاز كامل بدون الحاجة إلى شراء معالج رسومي منفصل، وللمعلومة فإن المعالجات التي تأتي من شركة Intel ولا تحتوي على معالج رسومي مدمج يوجد بجانب إسمها حرف "F".
إذا نحن أمام شكلين الآن، الأول هو أن المعالج الرسومي موجود كشريحة متصلة على اللوحة الأم، والشكل الثاني وهو أن المعالج الرسومي مدمج في الأساس داخل المعالج المركزي.
1. تغيير اللوحة الأم بشكل كامل
في هذه الحالة إذا أردت أن تحدث المعالج الرسومي الخاص بك يجب تغيير اللوحة الأم كلها بلوحة أم أخرى تحتوي على شريحة معالج رسومي أكثر قوة.
هنا نجد أننا أمام عدة مشكلات :
- المشكلة الأولى تتمثل في القيمة المدفوعة حيث أن اللوحة الام هي القطعة الأبرز والأهم في أجهزة اللاب توب وبالتالي ستجد نفسك تدفع الكثير من الأموال على جهاز قديم في الأصل.
- المشكلة الثانية هي الطاقة، حيث يجب التأكد أن البطارية الخاصة الجهاز والشاحن الخاص به يوفرون قدر الطاقة التي تحتاجها اللوحة الجديدة.
- المشكلة الثالثة فهي أنك تحتاج إلى لوجة أم تمتلك نفس التصميم حتى يمكن وضعها داخل جسم اللاب توب البلاستيكي وهذا الأمر يمكن أن يحدث في حالة وجود أكثر من إصدار للجهاز وأنت تمتلك الإصدار الضعيف، فيمكنك في هذه الحالة شراء لوحة أم لأحد الإصدارات الأقوى واستبدالها بالأضعف التي تمتلكها.
في بعض الإصدارات يمكن تغيير المعالج المركزي وهنا إذا كان المعالج الرسومي مدمج في المعالج المركزي فيمكنك تغيير المعالج المركزي للحصول على أداء أفضل، ولكن يجب التأكد من أن المعالج الجديد مدعوم من الـ BIOS الخاص باللوحة الأم الخاصة بالجهاز، وثانيًا أن تكون دوائر الطاقة قادرة على تشغيل المعالج الجديد.
لا ننسى أن هذه الطريقة تخرج الجهاز الخاص بك من الضمان، وفي الحقيقة لن تكون منطقية أصلًا إذا قمنا بكل هذا لجهاز جديد مازال في الضمان، كما أنها عملية تحتاج إلى فني متمكن حتى يقوم بتغيير اللوحة الأم كلها، أو تغيير المعالج الرسومي فقط.
2. إستخدام eGPU لتبديل كرت الشاشة للاب توب.
لحسن الحظ صناع العتاد قد فكروا في الأمر، والفكرة دارت حول طريقة يمكننا من خلالها استخدام كروت الشاشة التقليدية الموجودة في أجهزة الحاسب الشخصي.
بالطبع حجم هذه المعالجات كبير جدًا ولا يمكن تصور وضعها داخل اللاب توب، لذلك تطرقت الفكرة إلى تطوير وحدة خارجية تكون وسيط بين المعالج واللاب توب.
نتج عن هذه الأفكار ما يعرف بإسم eGPU وهو جهاز يمكن توصيله باللاب توب عبر منفذ USB – C Thunderbolt 3 ، وهذا الجهاز يمكننا من خلاله توصيل معالج رسومي تقليدي باللاب توب الخاص بنا، حيث يحتوي الجهاز على مصدر للطاقة خارجي ومنفذ من نوع PCIe لوضع المعالج عليه.
على الرغم من أن الفكرة تبدو مقبولة جدًا ويسهل تطبيقها إلا أنها تعاني بشكل كبير بسبب التكلفة العالية، هذه الأجهزة مكلفة جدًا ونحن نتحدث عن الجهاز بدون المعالج نفسه، على سبيل المثال لدينا Razer Core X Aluminum External GPU Enclosure الذي يأتي مع مصدر طاقة يصل إلى 650W وهذه الوحدة تكلف ما يقرب من 500 دولار تقريبًا بدون المعالج نفسه.
أي أنك ستدفع 500 دولار كاملة إلى جانب سعر المعالج الرسومي نفسه، ولا ننسى أننا نحتاج إلى لاب توب يمتلك منفذ USB – C Thunderbolt 3، مما يجعلها فكرة غير منطقية ومجهدة جدًا.
3. إستخدام كارت شاشة خارجى
يمكننا اتباع نفس الحل السابق ولكن بطريقة بدائية لتقليل المصاريف والتكاليف، حيث يمكننا الاستعانة PCIe خارجية وهي وحدة رخيصة الثمن تصل في أفضل حالاتها إلى 50 دولار تقريبًا.
هذه الوحدة تمكنك من تركيب معالج رسومي يستخدم منفذ PCIe ولكن المشكلة تكمن في باقي الخطوات، أولًا هذه الوحدة تأتي بدون أي حافظة خاصة بها أي أن المعالج سيكون في الهواء الطلق.
المشكلة الثانية هي مصدر الطاقة فنحن لا يمكننا الاعتماد على مصدر طاقة من اللاب توب نفسه لتشغيل معالج بهذا الحجم، وبالتالي يجب استخدام مصدر طاقة خارجي يوفر نفس الطاقة التي يحتاجها المعالج، وبالتالي سيكون لدينا قطعة ثانية في الهواء الطلق وهي مزود الطاقة.
للأسف المشكلات لم تتوقف عند هذا الحد لأن القطعة يجب توصيلها بالجهاز وهذه القطعة لا يمكن توصيلها عبر منفذ USB مثلًا، لذلك يجب توصيلها بدلًا من شريحة الوايرليس الخاصة بالجهاز.
نعم كما قرأت لكي نقوم بتوصيل هذه القطعة يجب فك اللاب توب وتوصيل القطعة إلى الجهاز بدلًا من الوايرلس وهي مشكلة كبيرة، خصوصًا وأن السلك الخاص بالقطعة يعوق قفل ظهر اللاب توب!
إذا تقبلنا كل هذه المشاكل فسينتج لدينا منصة حاسب شخصي عادية بشكل غير مقبول، اللاب توب سيفقد ميزة التنقل لأنه لن يمكنك التحرك بوجود كل هذه الأسلاك والتوصيلات على عكس الأجهزة التي تأتي بشكل جاهز وتستخدم منفذ USB – C Thunderbolt 3.
احذر من عنق الزجاجة
مشكلة كبيرة قد تواجهنا بعد تغيير المعالج الرسومي أو حتى الاستعانة بمعالج رسومي خارجي وهذه المشكلة هي عنق الزجاجة، يحدث عنق الزجاجة عند وجود فارق كبير في الأداء بين المعالج الرسومي والمعالج المركزي.
حيث يقوم المعالج الرسومي القوي بمعالجة قدر كبير من الإطارات الرسومية بسرعة كبيرة، ولكن المعالج المركزي لا يمكنه التعامل مع هذا الكم من البيانات بنفس السرعة، وهنا تحدث عنق الزجاجة حيث لا يتم الاستفادة من قدرات المعالج الرسومي بشكل كامل ويتم تحجيمها بسبب قدرات المعالج المركزي.
لذلك يجب التأكد من قدرات المعالج المركزي الموجود في الجهاز قبل القدوم على تحديث المعالج الرسومي الخاص باللاب توب أو الاستعانة بمعالج خارجي حتى لا تقع في عنق الزجاجة.
إذا هل يمكننا استبدال كارت شاشة اللاب توب؟
عالم التقنية لا حدود له وأجمل ما في هذا العالم هو القابلية للابتكار وعدم التقيد بقالب معين، لذلك ونظريًا يمكننا القول بأنه يمكن تغيير المعالج الرسومي الخاص باللاب توب أو على الأقل استخدام كارت شاشة خارجي.
لكن على أرض الواقع نجد أن هذه الفكرة غير منطقية على الإطلاق، الفكرة مكلفة جدًا ماديًا ومن المنطقي أكثر شراء لاب توب جديد به إمكانيات يمكنها أداء ما نريد.
حتى وإن تغاضينا عن التكلفة المالية فإن جميع الحلول لم تكن عملية على الإطلاق، الكثير من الحلول تحول اللاب توب إلى منصة ثابتة لا يمكن التنقل بها، والحلول الأخرى تضع علينا مجهود كبير جدًا في إيجاد معالج متوافق مع اللوحة الأم ووحدات الطاقة، أو حتى محاولة إيجاد لوحة أم كاملة ستكون مجهدة جدًا.
الخيارات الموجودة بالفعل من أجهزة اللاب توب المتوفرة تجعل من المنطقي جدًا شراء جهاز جديد يحتوي على كارت شاشة قوي، خصوصًا وأن المعالجات الرسومية الموجودة حاليًا في بعض سلاسل الأجهزة المصممة للألعاب ممتازة وتقدم أداء رائع، بدلاً من المجهود الضائع تغيير كارت شاشة اللاب توب.
لكن إذا أردت القيام بالأمر كنوع من التحدي أو التجربة فإن عالم التقنية كما ذكرنا لا حدود له.